25.8.07

الإخوان المصريون

فكرة كانت تدور برأسي منذ زمن بعيد، منذ مللت لعن الظلام الذي نعيش فيه و أخذت أفكر كيف أوقد شمعة، فلطالما أزعجني أن التيار المنظم الوحيد في مجتمعنا هو تيار التطرف الديني، فعناصر هذا التيار بشقيه المسلم والمسيحي يتقدون نشاطاً في جذب العناصر الشابة لهذا التوجه، و ليس هذا ما يزعجني بحد ذاته، فالتشدد الديني موجود بكل مجتمع بشري و في كافة الأديان و الطوائف ، لكن المزعج بحق هو عدم وجود تيار منظم في المقابل يدعو للإعتدال و إحترام المجتمع المدني و مؤسساته، ببساطة لا يقلقني ارتفاع صوت التشدد و لكن يقلقني أنه أصبح الصوت الوحيد، أو يكاد، في الشارع و العمل و الجامعة، و انا لا أدعو للحجر على نشاطهم، و لكن لمواجهة هذا النشاط
أما التيار الآخر الذي لا يقل نشاطاً و ان كان يفتقر للحد الأدنى من التنظيم، فهو تيار معاكس لتيار التطرف في الاتجاه و مساوٍ له في القوة هو تيار الانحلال اللا-أخلاقي و القائم على اعتناق الانتهازية البرجماتية لمالا نهاية ، وهو في النهاية رد الفعل الطبيعي لتنامي قوة التيار المتطرف الذي بدأ ببلادنا منذ سبعينات القرن الماضي، وبينهما تضمر الوسطية شيئا فشيئا، فيصبح الخلق الطبيعي في حياتنا هو الاستثناء، ويصبح التطرف هو القاعدة، ومن هنا فكرت في "الإخوان المصريين"، مجموعة إجتماعية تطرح مفهوم الوسطية و العقلانية و الالتزام الخلقي و السلوكي كطريق بديل لطريقي التطرف الديني و التطرف اللا-ديني و اللا-خلقي، مجموعة تستوعب العناصر الواعدة من أبناء هذا الوطن بكل طوائفهم و انتماءاتهم السياسية و الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية، جماعة لا تشترط لعضويتها سوى موافقة العضو على مجموعة محددة من المباديء، فلنستعرض معا ملامح هذا الحلم
أهداف المجموعة
  1. تدعيم روابط الصداقة بين عناصر الصوت المعتدل من النخبة المثقفة المصرية المهتمة بالشأن العام، مما ينفي عن كل منهم إحساسه بالاغتراب نتيجة لسيادة النماذج المتطرفة في المجتمع، و هذا يعود عليهم بالنفع شخصياً، كما ينفع غيرهم من خلال توظيف مواهبهم المتنامية في توعية العناصر المحيطة بهم أسرياً و دراسيا و عمليا و توجيهها لتيار الاعتدال
  2. مواجهة الآفات الاجتماعية في مصر بالرأي و التنظير، مع التركيز على الآفات الرئيسية التي تواجهنا اليوم و هي التطرف الديني، الانهيار الأسري، التحلل الأخلاقي، تدهور قيم العمل، و التطلع الاستهلاكي
  3. الاسهام في تصحيح الصورة المشوهة عن مصر خاصة و الشرق المسلم عامة ، والتي أنتجها الهزال الفكري والحضاري للتيار المتأسلم، ووضعتها الميديا الصهيونية تحت المجهر
  4. المساهمة الفكرية في رأب الصدع الطائفي الذي ظهر في بنيان الوطن منذ السبعينات و مازال في اتساع حتى اليوم
  5. العمل على نشر الثقافة الأسرية داخل المجتمع، للمساعدة في الحد من الانهيار الأسري و الاجتماعي الذي تجاوزت مؤشراته المعدلات الصحية منذ سنوات مع تجاوز معدلات الطلاق للحد المعتاد في العشر سنوات الاخيرة
شروط العضوية
من الطبيعي أن يكون لكل مجموعة منظمة خط فكري، و الخط الفكري لمجموعة الإخوان المصريين هو خط مرن يستوعب طيفا واسعا من التوجهات و الأفراد، مع الاحتفاظ بالحد الأدنى من الثوابت التي يدعى العضو قبل انضمامه لقراءتها و بحث اذا ما كانت تتفق مع ميله و خطه الفكري الشخصي، و نوجزها في عدة نقاط و تعريفات

  1. الإخوان المصريون يعرفون الهوية المصرية بأنها هوية مستقلة، تنتمي للعديد من الدوائر بحكم الموقع و التاريخ، لكن ذلك لا يخل باستقلال هويتها، و الهوية المصرية مزيج متجانس من حضارات مؤثرة، هي الحضارة المصرية القديمة، فالحضارة الهيلينية البحر متوسطية، ثم الحضارة القبطية المسيحية، ثم الحضارة العربية الاسلامية، كل هذه العناصر تتكاتف في مزيج تراكمي يعطي للشخصية المصرية ميزاتها المتفردة، و يحترم الإخوان المصريون دوائر الانتماء المصرية التي لا تنفي الهوية و لا تناقض أحدها الاخرى، فلمصر انتماء عربي واضح في لغتها و جزء من تركيبتها العرقية، و انتماء بحر متوسطي جغرافي يصلها بمحيطها الهيليني، و انتماء و ريادة اسلامية بدور الأزهر و علماء مصر في الفكر الديني الإسلامي، و انتماء وريادة قبطية أورثوذكسية بحكم رئاسة بابا الاسكندرية للطائفة عالمياً، و أخيرا انتماء أفروآسيوي يربط مصر بمحيطها الجغرافي و الإنساني في أفريقيا و آسيا
  2. يحترم الاخوان المصريون الأديان السماوية و المشاعر الدينية للجميع، و يقدرون دور الدين المحوري في تنظيم علاقة الفرد بربه، و يقدرون كذلك الدور الروحاني المشتركة لجميع الأديان في تنظيم علاقة الفرد بالمجتمع، كما يحترمون رجال الدين من كافة الأديان، طالما التزم رجل الدين بدوره في الريادة الروحية، و عدم تجاوزها الى دور سلطوي تحت اي مسمى، فدرس التاريخ مازال ماثلا للأذهان يحكي نهاية المجتمعات الثيوقراطية
  3. يعلي الاخوان المصريون من شأن العقل، فهو الهبة التي من خلالها يستقيم للانسان أمره في شؤون الدين و الدنيا جميعاً، و يتطلعون الى انطلاق مصر من ربقة الجهل و ما يتبعه من ايمان بالخرافة و اللامنطق الموروث، انطلاقة كتلك التي حررت أوروبا العصور الوسطى من ظلمات الجهل و حملتها الى نور العلم، و يتبعون المذهب العلمي البحثي في تناول و دراسة الامور جميعا، عدا الغيبيات الدينية، و الايمانيات التسليمية
  4. يتبع الاخوان المصريون المنهج العلمي الوثائقي في تناول التاريخ بعيدا عن نظرية المؤامرة و بعيدا عن النزعات الاسطورية، فيبنون رؤيتهم للمستقبل على أساس الاستعراض العلمي لدروس تاريخ مصر و المنطقة و العالم، من منطلق وثائقي علمي و ليس من منطلق أحاديث مرسلة أو مؤامرات محتملة كتلك التي يميل لها الاعلام اليوم
  5. الاخوان المصريون مجموعة غير سياسية و لا تنتمي لاي تيار سياسي و لا يسمح للاعضاء ممارسة نشاط سياسي من خلالها او الترويج لمذهب سياسي معين، و كذلك هي مجموعة لا تستهدف الربح و لا يجوز ممارسة اي نشاط يستهدف الربح او جمع المال من خلالها

26 comments:

G.Gar said...

Dear Eyad,

That is a brilliant positve idea. Best of luck. I would have loved to join. Alas, I disagree with some of the founding principals, I mean those regarding the identity of Egypt.For I see the Arab identity to be the integral sum of ancient near east with its pharoanic, Babylonian, Aramaic.........etc components. To my view the Arabic region has always been throughout history a nation under construction.

But may be I could be a friend of the group, not a full member,however.

Fantasia said...

I am so enthusiastic about this group. Liked so much the idea that you named it Egyptian Brothers to stand in the face of the Muslim Brothers. But if this group has no political activity, then we will still continue in the dilemma. The MB is not a cultural movement, they use the religion as a means to enter the political scene, that's what gives it power. So they will still be alone as the only alternative to this current regime.
I still believe in the great value of the group, yet, I don't believe it can have the role it is built for. They got money, power, and religious authority, while we only got knowledge, integrity, and common sense. Is there any chance to achieve a balance of some kind?
And you exposed everything here, that not only the Muslim Brothers will be after you, but the police too. People will get scared to join ya eyad. I suggest that details of meetings and so on will be delivered through email.
Thanks for the brilliant idea and wishing you all the best in this noble cause.

Unknown said...

عزيزى د / اياد

اهداف رائعة اتمنى فعلا ان تتحقق
وان تنال تلك الدعوة التايد
وان تحقق املها
اعتبرنى مشاركة من الاان
يمكن نقدر نعمل شئ

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Amre,
I quite agree to the ideation of the arabic identity to be the final pot. Yet, I find 4 distinctive identities within Arab league. Egypt, Gulf, Levant, and North Africa. This does not mean they are not gathered into a giant nation. It is a diversified nation I can say which make it even better.

You are always welcome as a member or a friend.

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Fantasia,
Glad to hear this from a mind at your capacity. As a start it is wise to make it social, social backbone gives the potent roots to any political power, maybe few decades later a 2nd generation can take it to a party. About exposure, we are not going to do anything aganinst law or regimen. We will only discuss our life and record this discussions and spread ideas. this shall not offend anybody, they stopped both fearing minds long time ago. Yet, I believe the real wayout will be through mind. Through a new Martin Luther movement liberating Egyptian minds. Thank you for your great comment. Wish to get your membership mail soon. Thanks

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي آية
لم أشك للحظة في أنك ستكونين أول المشاركين، و ها أنت ذا أولهم، شكرا لك على اهتمامك و شكرا على حماسك
تحياتي و تقديري يا آية الجيل

The Alien said...

فعلا اللي موجود دلوقتي هو التطرف
سواء التطرف الديني أو التطرف الأخلاقي
إحنا محتاجين إن الناس اللي بتفكر تظهر
يكون فيه صوت للعقل ضد ميكروفونات الجهل

طبعا دا الكلام الجميل اللي ف دماغي ومقتنع بيه
بس مع اﻷسف الواقع أصعب بكتير
عارف إني محبط بس غصب عني

تحياتي

Unknown said...

طيب مش كنت تدخل عندى و تقولى يا صديقى العزيز برضه تخلى حاجه زى كده تفوتنى على العموم انا معاكم فى اى اجتماعات لانى مقتنع جداً بكل الى الاهداف الى انت كاتبها بس مش قادر اقتنع ان ممكن حاجه زى كده تنوووووووووووووور فى كل الضلمه دى بس على الاقل لازم نحاول

تحياتى يا صديقى العزيز و ارجو ان اعرف تفاصيل اكتر على الميل بتاعى plz_took@yahoo.com

Coca said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

انا مع اي فكره ضد التطرف الديني الزائد و الخطير
لو لم نواجه التطرف بعقلانيه و فكر ديني معتدل الكل هايخسر
و انا اول واحده انضم للاخوان المصريين

human said...

عزيزى دكتور اياد
افكارك جميلة حقا وان كانت فكرة الاخوان المصريين هذة خيالية جدا
اظن ان الواقع اقوى بكثير من كل الاحلام ولكن اتفق معك لا يجب ان نجلس لنشاهد
تحياتى لك

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي Alien
لقد رزقني الله بولد و بنت، من أجلهما و من أجل كل ما أحب و من أحب في هذه البلد يجب أن نواجههم، التطرف يا عزيزي ظاهرة صوتية و بصرية مهما استفحلت فلن تصمد ، هم أصوات و أبواق و لحى و جلابيب بيضاء و نقاب أسود، ظاهرة بلا أساس فكري ، و المصري بطبيعته معتدل دينيا و محب للاخر، كل ما نحتاجه هو ان نتكاتف و نتقارب ليدعم بعضنا بعضا كما يفعلون هم، تحياتي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ايمي،
يشرفني رأيك و انضمامك و انت من اعرف قدرها عقلا من مدونتها، فمرحبا بك أختا مصرية تستشرف معنا المستقبل لتحرره من دياجير الظلام

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي Human
قد لا نستطيع أن نقهر الظلام ، و لكننا حتما نستطيع ان نوقد شمعة، و فكرتي هي شمعة نبرأ بها انفسنا من هذا الغثاء السائد و نقول كلمتنا و نمضي، لعل البعض يذكر فتنفعه الذكرى
تحياتي و تقديري

Coca said...

انا كمان موافقه علي الفكره
بس بما ان الجلسه التأسيسية فاتتنا انا وايمي فعيزين نعرف ازاي نقدر نشترك
مع حضرتك
تحياتي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي Coca
يشرفني انضمامكم لنا ، أرجو ارسال بريد بالبيانات المطلوبة على بريدي الالكتروني الموضح، بامكانك ان تتخذي اسما ثلاثيا مستعارا لو أردت ليكون الاسم الذي نعرفك به
تحياتي و تقديري لك و لايمي و لمدونتكما الرائعة

AMRO .O. ABDELHALIM said...

مرحبا دكتور اياد
كل سنة وانت طيب
الفكرة ممتازة، واتمنى صادقا ان يوفقك الله فى خطوات التنفيذ
لدى سوال هل الوزير فاروق حسنى معكم؟
لانى اذكر انه صرح ذات مرة بانه ينوى ان يوسس جماعة بنفس الاسم
تحياتى

مصطفى محمود said...

فكرة كويسة بس .......للاسف الناس عايزة حركة جماهرية مش صراع مثقفين

Fantasia said...

Dear Eyad,
I'm still waiting to receive any updates. How did the first meeting go? Have you agreed on a certain agenda for action? What kinds of activities will be held?
I really wish to have a more complete picture of the project which seems so promising.
Best of luck.

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي المتوحد،
عذرا لتأخري في الرد بسبب الانشغال بالعمل، وزير الثقافة ليس عضوا معنا، و الأعضاء هم مجموعة من الأصدقاء الذين أسعدني بهم الحظ في الحياة او هنا في المدونات، و انا لم اكن اعرف ان وزير الثقافة تحدث عن مجموعة بهذا الاسم، و بصفة عامة اعتقد وجود عناصر حكومية في مجموعة كهذه سيسهل على الفريق المقابل لها و هو فريق التطرف ان يدعي انها مجموعة حكومية مرتزقة و ما الى هذا من اتهامات
تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي alien
علينا السعي يا صديقي و ليس علينا ادراك النتائج ، علينا ان نوقد الشمعة كما قلت ، وبيد الله لو أراد ان يعيننا فننشر النور لأقصى حد ، و في النهاية لو لا قدر الله و فشلنا نكون قد نجحنا في التعرف على بعضنا كمجموعة تشترك في شيء جميل، ارجو ان اجد بريدك بالانضمام لنا قريبا
تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Fantasia,
Thank you for your care and concern. Based on your recommendations, the meeting points, meetings and news will not be publishly announced here, I will send a mailer news to the members and yourself and our friends abroad. Please mail me with your mail because I do not have it. Best Regards

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي مصطفى محمود
بدأت حركة الاخوان المسلمين بمجموعة أصغر من هذه و الان هي كما تراها، بالطبع كانت مهمتهم اسهل لانهم يدعون الناس لشيء يعرفون منه الكثير ، فمن السهل على اي مسلم ان ينضم لجماعة اسلامية لانه يعرف لغة الحوار بها، لكن اليسار مثلا يحتاج لمواطن مثقف ليفهم افكاره و هكذا
لكن علينا ان نحاول
تحياتي و تقديري

Anonymous said...

للأسف
ماعرفتش الموضوع ده الا دلوقتى
:(
بس بجد الفكره هايله جداااااااااااااا

emy.emy85 said...

فكرة هايلة جدا جداو بما ان الفكرة مطروحة من سنتين وانا اللى لسة قاريها فاحب اعرف هل لازل الجروب موجود وممكن ابقى معاكم وايه تطوراته لان التعليقات خلصت لحد المشاركة فقط ومش فى اى اخبار جديدة اتمنى يكون فى تطورات ايجابية حصلت ومتكونش ضغوط ومشاغل الحياة خدت الناس من نشاط الجروب

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ايمي
بدأت الفكرة تدخل حيز التنفيذ، لكنها تباطئت، وعلى العموم كلنا اصرار على المواصلة مهما قل عددنا، فهو أمر يريحنا ويؤنسنا في المقام الأول
تحياتي وتقديري وشكري وأهلا بك بيننا