10.1.07

رؤية جديدة للإلياذة

لطالما تعاطفت مع "باريس" ذلك الراعي ملكي الدم الذي وجد نفسه في إختيار تقرير مصير لكل الرجال بعده، عندما كان عليه أن يختار بين الآلهة الإناث بجبل الأوليمب، "أثينا" الحكيمة، و "هيرا" القوية القادرة ، و "إفروديت" الجميلة الفاتنة، نفس القضية التي يواجهها رجل اليوم للأبد، كتبت هذه القصيدة مرتين، في الأولى كانت قصيرة مبتسرة، لأن تجربتها لم تكتمل، و في الثانية كذلك برغم طولها النسبي، كانت ككل أحلام الكمال، لا تكتمل





بقمة الأوليمب

تتأمل في عليــــــــــائها "أثــينا"

لتنثر الحكمـــة على العـــــابدين

تعلن للناس حقيقة العمــــــــــــر

بأن السعــــادة ليست شاطـــــــئاً

ترســو عليه السفـــــــــــــــــين

لكنهـــا موجة بعد موجـــــــــــة

تنتابنا كموجـــات الحـــــــــــنين
***

"هيرا" فـــوق العــــــــــــــرش

واثقة كحكــم القــــــــــــــــــدر

قاسية كحكـــم البشــــــــــــــــر

و خلف جفـــــــونها ألف سجين

مجــــيدة كالشمـــــــــــــــــــس

شاهقـــــة كالجـــــــــــــــــــبال

ثائـــرة .. كالعـــــــــــــــــــــنين
***

"إفروديت" تطير فوق الغـيوم

تغتسل بضوء النجــــــــــــوم

تلتحف القمر..تتوسد النسرين

تبتكر كيميـــــــــــــاء الأنوثة

و تؤســـس لغـــــــة للعاشقين
***

"باريس" بسفح الأوليمــــــــب

مهموم يوشك ينهــــــــــــــــار

يرتجف من هول القــــــــــرار

بين الفتنة و السطوة و الحكمة

عليه أن يختار .. عليه أن يحتار

و عليه أن يجــــــــــــــد اليقين

و لا يقين
***

"هرمس" بقدس الأقـــــــداس

ينظر في كـــــــــــتاب الزمن

يرى "باريس" يخدعه الجمال

فتنفجـــــــــــــــر المـــــــحن

و بالأرض يختل الكــــــــمال

فتسودهــــــــا الفــــــــــــــتن

و يكســــوها الأنــــــــــــــين

نحو "باريس" يمضي ليقول:

"باريس" أيها المسكـــــــــين

بين الربات عليك أن تخـــتار

و ليس منهــن إخـــــــــــتيار

حلم إبن آدم لم يوجـــد بـــعد

سيـــولد بعد آلاف الســـــنين

تمر الشمس بمــر الجــوزاء

فتولد في الخـــــــــــــــالدين

بأرض .. يتفــرع فيها النــهر

تتفتح الباندورا كالنــــــاردين

حكمة "أثينا" بغير خمـــولها

قوة "هيرا" بغير قســــــوتها

وبحـــــسن "إفروديـــــــت"

تســــــــــــــــر الناظـــرين
***

إلهتي الصـغـــــــــــــيرة

بأرض مصر تولـــــــدين

كشمسها الدافقة تشـــرقين

و حلم آدم يوم الهبـــــوط

وحدك أنت تجســــــــدين

كأنهـــــــــــــــــار الجنة

في زمن العطش تتفجرين

أريج الجنة بين ذراعـــيك

أنهارهـــــــــــــــا بشفتيك

أســـــــــــــــرارها بعينيك

و بسحرها أنت تسحــرين

إلهتي الصغـــــــــــــــيرة

كلحظة الخـــــــــــلق انت

نـــــــــــادرة .. لا تتكرين

EyaD
الإسكندرية – شتاء 2007

2 comments:

Unknown said...

القضية محيرة سؤال يا دكتور لية دايما محتارين لية دايما فية مجموعة من الاختيارات لية

Dr. Eyad Harfoush said...

لأن حياة البشر ما هي الا خيارات مسلسلة، كل قرار هو اختيار، وكل اختيار له عواقب، صح؟