بداية، كلمة "
تاني" في العنوان لا تعود على الزواج، ولكن على النوت التي يمكننا اعتبارها امتدادا لنوت سابقة هي "
مش عاوز يتجوزها" والتي حظيت بعدد من التعليقات على المدونة والفيسبوك تجاوز الخمسين (مقارنة بنصف هذا العدد تقريبا في المقالات السياسية)، أما لماذا يكون هناك جزء ثان، فالدافع هو تعليق من الصديقة
أ/ فاطمة حليم، فتح أفقا جديدا لتناول الأمر، لأن تعليقها عبر عن رؤية مغايرة للأمر من الطرف المقابل، بحيث يكمل الصورة التي حاولت التعبير عنها في المقال الأول، ولذلك رأيت نشر التعليق هنا، مع تعقيبي على بعض مقاطعه، وتسجيلي لإعجابي بالمنطق والتناول في كل مقاطعه
--
مبدئياً أتفق مع ما ذكرت يا دكتور إياد في مجمله لكننى أود من خلال تعليقى هذا أن أتطرق لأزمة زواج الفتيات (ولا أقول العنوسة) في مصر من زوايا أخرى قد تبدو مكملة لما قدمته حضرتك أحيانا وتبدو مغايرة له في أحيان أخرى لكنها في كافة تفاصيلها تجليات مختلفة لعصر الانحطاط الذي أشرت إليه. ومن أسف أن يكون ذلك هو حال الطبقة الوسطى التي كانت تدعى يوماً "وعاء القيم" قبل أن تعرض تلك القيم – بالوعاء نفسه- في المزاد العلني اللى حضرتك قلت عليه برضه.
هل العكس صحيح؟ لقد ذكرت عددا كبيرا من الأسباب التي تُنَفِّر أي رجل "عاقل رشيد متعمق في فهم الحياة وعلاقات البشر" من الزواج من نموذج علا. فماذا لو أعملنا المنطق بأن عكس تلك الأسباب هو ما يمثل مواصفات الزوجة المثالية للشاب المصري المعاصر. هل هذا صحيح؟ لو كان الأمر كذلك، فصدقنى ما تأخر زواج الكثييييييييييييير من الفتيات اللاتي يتمتعن بقوة الشخصية والعقل والإرادة وووووو..............إلخ. الحقيقة أن المحنة في أشد صورها تكون لدى الفتيات اللاتي يتوافر بهن عكس كل ما ذكرت من عيوب يا دكتور! آه والله العظيم. لأنه ببساطة هذا توصيف حضرتك للرجل العاقل الرشيد من واقع مستوى ثقافتك اللي للأسف الشديد أعلى بكتيييييييييير قوى مما هو سائد (يعنى مش هأقول كل الشباب بس الأغلبية منهم).--
أتفق مع أ/ فاطمة في ملاحظتها الذكية تماما، ولهذا تحديدا استخدمت تعبير "رجل عاقل رشيد متعمق في فهم الحياة وعلاقات البشر"، لإدراكي لوجود النموذج المغاير، غير العاقل وغير الرشيد والسطحي في فهمه للحياة وطبيعة العلاقات الإنسانية وفي مقدمتها علاقة الزواج، ولكني في النهاية أرى الأمر نسبي، فلو افترضنا خطا وهميا يقع النموذج الذي تناولت معاييره في النوت السابقة في أحد طرفيه والنموذج المغاير الذي تتناوله الصديقة في طرفه المقابل، يكون لدينا طيف لا نهائي من درجات الرشاد والفهم والنضج نقع كلنا كرجال فيه، لأن النماذج على الطرفين فرضية، والطيف بينهما هو الواقعي.
ويبقى هنا سؤال مهم، هل عندما تجد المرأة الرجل العاقل الرشيد، ذو الشخصية كاملة التشكل وواضحة المعالم، وذو الذوق الحساس الذي يعرف ما يريد، وما يتبع تلك الصفات الايجابية من جوانب سلبية بالضرورة، نموذج هيبا عند يوسف زيدان، هل حينها ستحتمل الحياة معه؟ الشكوك والريب كثيرة حول هذا
--
الكتالوج بيقول إيه بقى؟ لا أعتقد أنك ستندهش عندما أخبرك بأن إحدى الصحف الكبرى نشرت منذ عدة شهور استطلاع للرأي لدي الشباب عن مواصفات فتاة أحلامهم فكانت النتيجة تتلخص في صفات ثلاث: جميلة وتافهة وضعيفة الشخصية ......أن أن أن آآآآآآآآآآآآآن. وهأضيف لسيادتك أنا من عندي حاجتين: 1. ما بتشتغلش أو بتشتغل بس تسيب الشغل بعد الجواز أو تستمر في شغل بسيط ومحدود لا يتعارض مع مهامها كأم في تربية الأولاد (اللي لسه ما جوش أصلا ومنعرفش ربنا كاتب أنهم ييجوا أساسا ولا لأ بس هو كده في الأول لازم وش) 2. لم يسبق لها الارتباط عاطفيا بأي شاب في حياتها وإن حصل فلازم يتحقق العريس من أن التجارب السابقة لم تتعد مساحة الكلام العادي اللي زي اللي بينها وبين البواب أو البقال أو ساعي المكتب........إلخ، أي أن تكون عربية زيرو لا واخدة خبطة في الشاسيه ولا مغيرة موتور ولا أي حاجة من دي على حد تعبير الشباب اللطيف المهذب ( بمناسبة الحديث عن تشييء المرأة يعنى يا دكتور)--
ربما لقصور تجارب وخيال الشباب المشترك في استطلاع الرأي المؤسف والمتوقع، لا يدرك هؤلاء أن باربي التي يصفونها، الجميلة التافهة ضعيفة الشخصية هي أشبه، وعذرا للغتي بقميص داخلي يرتديه وينساه بعد ثانيتين، لا يدركون كم هي مملة وسقيمة هي العروس ماركة "جيل" التي يتمنون
أما تعبيرك الذكي عن السيارة الزيرو، فهو فضلا عن التشييء محض حماقة، أعرف رجلا سألته فتاته عما مر به من تجارب عاطفية فأخبرها ثم سألها نفس السؤال، وكانت في الرابعة والثلاثين، فقالت ألا تجارب لها، فاعتذر بلطف وانسحب، ببساطة لأنها إما أن تكون كاذبة أو فاترة المشاعر، فأنثى طبيعية في عمرها لابد قد مرت على الأقل بتجارب حب ابن الجيران أو زميل الدراسة أو العمل أو النشاط، حتى ولو من طرف واحد، والا يكون فيها حاجة غلط، والأرجح هنا أنها كاذبة. ولكني أعذرها، فلعلها كذبت بعدما صدمت في رد فعل أكثر من خاطب قبله.
--
وتلك لطمة جديدة، بالإضافة للحاجات اللي حضرتك ذكرتها فيي مسألة ضحايا الرجل، تتلقاها كثير من الفتيات اللائي قضين أعمارهن القصيرة في بناء شخصياتهن وتوسيع مداركها بشتى الطرق (إشى تعليم في الجامعة وإشى لغات وإشى شبكات اجتماعية على الانترنت وإشى أنشطة تنموية في خدمة المجتمع وإشى دروس دين وإشى دروس رقص شرقى- علشان قال يعنى الواحدة مننا تبقى فول أوبشن بس الحتة الأخيرة دي طبعا مابتتكبتش في الـ CV اللى بيتقدم للعريس- وإشى وإشى وإشى...........إلخ) لتكتشف الفتاة منهن – في أحيان كثيرة بعد فوات الأوان- إنها ضيعت سنوات شبابها هدر وإنها لو ماكانتش تتمتع بقدر كبير من الجمال (وده موضوع قدري بحت لأن عمليات التجميل مش بتقلب الواحدة 180 درجة زي ما الستات اللى غيرانة من نانسى وهيفا وإليسا ما بيقولوا، الواحدة لازم يكون عندها شئ من الجمال أساسا والعمليات تزوده وهى كمان تعرف إزاي تبرزه والحتة الأخيرة دي بالذات مش كل البنات بتعرف أو "بتقدر" تعملها سواء من ناحية القدرة المادية أو القدرة على مخالفة الطابع المحافظ المزعوم من المجتمع المريض اللي احنا عايشين فيه) وكمان لو ما عندهاش القدرة إنها تسخط دماغها تاني وتعود لمرحلة الطفولة العقلية وتتشعبط في ديل فستان مامتها أو إيد باباها وتسمع الكلام وتشرب اللبن علشان يرضى العريس اللقطة يوديها الملاهي فهى عمرها ما هتتجوز في حياتها--
هنا يظهر سؤال، لمن كانت تعد كل هذا؟؟ للسطحي الذي يبحث عن سيارة زيرو أو عروسة جيل؟ أم "للرجل الرجل" بتعبير العبقرية أحلام مستغانمي؟ أو بتعبير سعاد الصباح للرجل الذي يعرف تاريخ الأنهار وأسماء الأزهار، ويعرف ما في رحم الوردة من ازرار؟ تلك التي عاشت تؤسس المرأة المرأة في نفسها؟، ينبغي أن تطلب الرجل الذي أسس الرجل بداخله، وإلا فالاحتفاظ بلقب آنسة أسلم وأكرم
ضحكت كثيرا لموضوع ما يحجب وما يبدى في السيرة الذاتية للعروس وإن كان الرقص الشرقي فنا راقيا لو عرفناه بما تؤديه فريدة فهمي مثلا، ولذا لا ينبغي حجبه، أما لو كان من نوعية ما تؤديه دينا فهو رقص الجواري وهنا يحسن حجبه؟، لانه حتى ليس جذابا بغض النظر عن عدم رقيه.
--
وللإنصاف، أتفهم تماما مطلب أن يكون جمال الشكل والمظهر مطلباً أساسياً عند الرجل إن لم يكن بدافع فطرته الغريزية في الميل للأنثى الجذابة من بنات حواء دوناً عن غيرها، على الأقل، في المرحلة المبدئية للتعارف (أقول المبدئية وليس القرار والفيصل) فهو بحكم الاستجابة اللاشعورية للإلحاح المتزايد على تقديم صورة نمطية للمرأة المرغوبة في شكل "مزة" واختزال آدميتها في هذه الصفة عن طريق مختلف وسائل التأثير (الإعلام- الفن- الانفتاح على الغرب...إلخ ومش قصدى أقول كلام إنشا وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والصداع ده والله). بالعكس، أنا أرى أن اهتمام المرأة أو الفتاة بجمالها وإظهارها له بالشكل المناسب هو من عناصر شخصيتها الأساسية ومنبع ثقتها بنفسها الأول وليس معنى أن تكون الفتاة متفوقة ومثقفة وناجحة في عملها إن يكون شكلها "غلط" ولا أرى تعارض في الجمع بين كل تلك المقومات في آن واحد لكن اعتراضى على ذلك الاختزال المخل بشخصية الإنسانة إلى الدرجة التي حدت بإحدى صديقاتي أن تقول بأن شباب الأيام دي عايزين prostitute بس شرعي!--
نعم مهم جدا أن تكون جميلة بعينيه، وإذا نظر إليها سرته، والأهم أن يراها جذابة كامرأة، والأمران نسبيان لحد بعيد، المشكلة تبدأ في التنميط، حين نبحث عن الصفات النادرة الانتشار في جنسنا الشرق أوسطي ونتعارف عليها بغباء شديد كأنها مقاييس الجمال، البشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الفاتح المرسل كالحرير وقوام المانيكان، عقدة خواجة حتى في النساء، وواقعنا ان الفتاة مصرية الجمال ستكون نقيضا لكل هذا، ونفرتيتي رمز الجمال الفرعوني لم تحمل واحدة من تلك الصفات، ولا ينبغي لها، ولكن الأمر عام، وستجدين معظم الفتيات يجدن في نموذج حسين فهمي بريطاني الملامح معيارا لوسامة الرجل، بينما أحمد زكي أقرب لقسامة وسمت الرجل المصري والعربي ووسامته
--
أما مسألة أن يشترط أن تكون ضعيفة الشخصية فهذه هي المأساة الحقيقية لأنها ببساطة انعكاس لحالة التردي الذي نعيشه فالنتيجة المنطقية لانهزام الرجل في ساحات العمل السياسي والتعبير عن الرأي والقهر في العمل والحياة بصفة عامة هي أن يصبح كائناً ضعيفاً يبحث عن كائن آخر أضعف منه يفرغ فيه طاقاته المكبوتة أو بتعبير علم النفس " منطق الإزاحة" أي أن المقهور ممن هو أعلى منه يمارس القهر مع هو أدنى منه لكي يتعادل ويتوازن --
أصبت الحقيقة هنا بدقة، ولكن، هل تحتمل المرأة كذلك النوع المقابل؟ الرجل الذي لا يقبل الضيم ولا يعيش الهزيمة ولا يرضى الدنية في العمل والرأي والحياة؟؟ لاحظي أن لرجل تلك طبيعته كذلك جوانبا أقل اشراقا
--
طيب هذه واحدة. خد عندك دي: ما الذي يشكو منه الرجل عادة في الزوجة المصرية؟ الإجابة: نكدية (حط تحتها ييجى عشرين خط)- زنانة- لزقة- خنقة-كثيرة المطالب- كثيرة الشكوى ولا يرضيها شئ- لا تعرف كيف تتعامل معه وترضيه وتقدره حق قدره. هل الربط واضح ولا أوضح أكتر؟...... أوضح أكتر عزيزى الرجل المصري العصري اللذيذ: هذا حصاد ما زرعت ونتاج ما قدمت يداك. كيف؟ نفسر أكتر: 1. أردتها جميلة الجسد دميمة العقل فلماذا تشكو بعد أن تذهب نشوة الاستمتاع بالجسد- والتي لا تدوم طويلاً – ويبقي منها إمرأة خاوية الروح محدودة المهارات عديمة الطموح لا تلبث أن تصبح بعد أعوام قليلة من الزواج (وأحيانا والله بعد شهور) كتلة من اللحم المترهل قليلة الحركة غير عابئة بمظهرها غير متجددة ولا مبتكرة ساخطة على حياتها وعليك وعلى الجواز واللي شار بيه. 2. أردتها إمعة لتضمن أن تطيعك طاعة عمياء ولا تناقش أو تجادل فلماذا تشكو أنها منساقة وراء آراء الأهل والجيران والأصدقاء أو حتى ضيوف برامج التليفزيون والجميع يسدونها نصائح خاطئة لأننا جميعا –إلا من رحم ربي- ندور في حلقة مفرغة لعينة من الجهل والتعميم والأحكام المسبقة والافتراضات غير المبنية على حقائق. 3. أردتها إمراة غير عاملة لتكون أنت صاحب اليد العليا في الإنفاق وتصريف شئون الحياة فلماذا تشكو أنها مادية كثيرة المطالب وقد أضحت إمرأة معيلة لا تملك مأرباً لسد احتياجاتها هي وأبنائها سواك ولا تأمن لغدرك أو غدر الزمان (وخد عندك من المأثور الشعبى في الموضوع ده ما يملأ صفحات) 4. كذلك تشكو من أنها لا تقدر جهودك وكفاحك ومعاناتك في العمل والشارع والتعامل مع مكائد الناس في هذا الزمن الصعب وكيف لها أن تفعل وهي تعيش قابعة في المنزل بين أربعة جدران، عالم محدود الأشخاص والملامح والتحديات. لا تدرك من عالمك أنت شيئا سوى ما ترويه لها في نهاية يومك الطويل (ده إذا كنت بتحكيلها حاجة أصلاً) عن المسئولية الكبيرة التي تتحملها في العمل والتقدير الذي يجب أن تحصل عليه نظير هذا التعب فما يكون منها إلا أن تبدي تعبيرات مستهلكة ومفتعلة للتعاطف معك بينما تسخر في أساريرها من معاناتك وأهميتك المزعومة بأقوال من عينة: تقولش متجوزة حسنى مبارك/ شقيان فيه إيه بلا نيلة ده انت موظف قاعد على مكتب طول النهار/ ما كل الرجالة بتشقى علشان تقدر تفتح بيوتها أمال هما عملوا الرجالة ليه...........هاهاهاهاهاها. أو أنها لا تصدق رواياتك من الأساس ظناً منها أنك تبالغ فيما تصف من أهوال اليوم لكي تغطي على نزوات استنفدت ما بقي من طاقتك البدنية والذهنية. ولم لا يساورها الشك وتبقى "خنيقة" وهي تشعر في داخلها بأنها ضعيفة لا يمكن أن تنجح في منافسة غير متكافئة مع زميلة العمل المتأنقة أو صديقة النادي البشوشة أو أي واحدة ملفتة ماشية في الشارع لأن كل هؤلاء لا يعانين مثلها من آثار "الركنة في البيت" التي أهالت على شخصيتها التراب. 5. الطامة الكبرى: أردتها عذراء خجولة انت أول راجل في حياتها (أو هكذا اعتقدت) علشان تربيها على إيديك وتشكلها على مزاجك والحقيقة أن الجانب الآخر من حالة "العذرية المعنوية" التي فرحت بها هي حالة جهل مطبق بعالم الرجال وطبائعهم والاختلافات الهائلة بين الجنسين في طريقة التفكير والمشاعر وكيفية التعبير عنها ولغة الحوار ذاتها والأهداف والأولويات والاحتياجات وقبل كل ذلك إدراك منها لذاتها ومواطن القوة والضعف فيها. وهنا أود أن أوضح أنني لست بصدد الدفاع عن الفتاة التي تقيم علاقات مع طوب الأرض علشان تبقى "العروسة خبرة" على رأي عادل إمام في التجربة الدنماركية (علشان بس ما حدش يفكر يقلب عليا الترابيزة) ولكننى أخاطب في كل رجل يقرأ هذه السطور العقل اللي عرفنا بيه ربنا. تعالوا نتخيل أن رحلة الحياة المشتركة بين رجل وإمرأة تشبه رحلة يقوم بها أحد الطرفين مستخدماً سيارة معقدة التشغيل يسير بها في طريق متعرج تتخلله الكثير من التفرعات والمنحنيات والتقاطعات والمزالق. ماذا يحدث عندما لا يجيد هذا الطرف القيادة ويجهل تماما هذا الطريق؟ مفهوم طبعاً. وأعنى هنا بالسيارة الفتاة ذاتها أو بتعبير علم الذكاء الوجداني درجة معرفتها بذاتها وكيفية توجيه وإدارة هذه الذات. وأعنى بالطريق عالم الرجل بكل تفاصيله. --
صدقت تماما وفي كل حرف، ازدواجية الرجل المصري والعربي الشهيرة، يريدها غبية لتنبهر به رغم عطله من الموهبة، وذكية لتفهمه وتفهم مشاكله دون أن يفصلها وبالاشارة، يريدها بكرا لم ير رجل ظلها على الارض، فإذا عقد القران صارت غانية لعوب كأن القران برنامج ينزل على موذر بورد عقلها فيغير ركام السنين، يريدها معجبة بنضاله وهو جالس على المقهى او في عمل تقليدي، يريدها قوية مع الاخرين ضعيفة معه وتابعة له، وهذا الصنف من الرجال غالبا ... يحصل على العكس تماما هذا هو انتقام المرأة، عادة ما يرتبط هذا النوع بامرأة ماكرة لها ما يلي من صفات
• تتسع عيونها انبهارا بكل كلمة ساذجة يقولها وكل موقف عبيط يحكيه، وفي ذات الوقت تدعي أنها تفهمه دوما بإيماءة رأسها وابتسامتها الفارغة كلما تحدث
• تدوخ مع القبلة الأولى وتظن الأطفال ياتون من السوبر ماركت، ومع ذلك تجيد التفاعل العاطفي
• معجبة طول الوقت بكفاحه وتسخر منه طوال الوقت مع جارتها وأمها
• تظهر الضعف وتقوده حيث تشاء وكأنه يقودها، تسحبه من الخلف لو جاز التعبير
--
ببساطة شديدة، الفتاة التي سبق لها الارتباط عاطفياً في أكثر من تجربة ولم توفق– وأتحدث هنا عن الفتاة الذكية التي تتعلم من تجاربها لا الحمقاء التي تكرر نفس الخطأ في كل مرة ثم تلوم الزمن والرجال- وإن لم تكن سهلة التشكيل والانصياع كما يريد الرجل فهي أيضا – على الأقل- قد اكتسبت شيئاً من الحكمة في التعامل معه، عرفت أولاً ماذا تريد هي في الرجل الذي تتمنى الارتباط به، أي صنف من الرجال يسعدها وأيهم يشقيها، كيف تتعامل مع انفعالاتها ومشاعرها في المواقف المختلفة، ما الذي يجعل الرجل سعيداً بالعلاقة (غير الجنس طبعا وده مش موضوعنا)، ما الذي يحبه وما الذي يكرهه، متى تقترب منه ومتي تبتعد (برضه مش قصدى في الحيز المكاني)، متى تتكلم ومتى تصمت، متى تجد ومتى تهزل، متى تكون قوية ومتى تظهر ذلك الضعف الأنثوي النبيل المحبب للرجال. --
نموذج رائع ، لكنك لعلك توافقين انه كالغول والعنقاء والخل الوفي ندرة، او ربما كان نادرا كندرة الرجال الرجال
--
ورغم كل ما تقدم، فإننى لا ألوم الرجل وحده مطلقاً، بل هذه ثقافة مجتمع بكلا جنسيه وفي معظم فئاته وثوابت في وعيه الجمعي المشوه. فذلك الرجل يستمد تلك المعايير من دعوات أمه اللي أول ما بيكبر ويشتغل ويبقى مستعد للجواز تقول له "يلا شد حيلك يا حبيبى علشان أخطبلك واحدة حلوة كده زي القمر" (ماقلتلوش زي عطارد أو المريخ أو زحل) أو "روح يا ابنى ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تهدي سرك وتبقى تحت طوعك" (ماقلتلوش الذكية المثقفة الناجحة). ومن ناحية البنات نفسها فهناك ملايين من الفتيات متسقة تماما مع تلك المعايير وشايفة إن ده العادي والطبيعى ودي سنة الحياة وكاتبة هذه السطور بالنسبة لهم واحدة مشعوذة محتاجة تروح تتعالج. طبعا نسينا علا بطلة المسلسل. لأ أفكركم بيها بقى. إذا كانت علا يتحقق فيها كثير من مواصفات الرجل المصري العادي (مش عايزة أقول المتخلف) يبقى ليه أنا متفقة معاك يا د/ إياد إنها مش ممكن تتجوز؟ لأنه صحيح الرجل العادي عايز واحدة ملهاش شخصية تفرح بيه وما تحطش معايير عالية تلزمه بيها لكن هو كمان عايز واحدة قواها العقلية سليمة (أو على الأقل مش في حالة تستوجب العزل) أما علا فهي أوفر، ضاربة، لاسعة، مهيسة، كهربة مخها زيادة شويتين (وكمان ما ظهرتش في المسلسل "مزة" خللى بالك). وإجمالاً للاستفاضة الفظيعة التي أنا عملتها دي عايزة أطرح سؤال: هل من أمل في أن تجد الفتيات اللي عندهم شخصية أزواج مناسبين في يوم من الأيام؟ أترك لكم الإجابة وكل سنة وانتوا طيبين يا جماعة وبتوع الدراما يعملولنا مسلسلات ثرية كده زي "عايزة أتجوز" نقعد نتكلم عنها بالساعات ونملا صفحات على الجرايد والفيس بوك والمدونات وننشغل عن الأسباب الحقيقة للخيبة التقيلة اللي احنا فيها.
--
الرجال مكتملي الشخصية والنساء الناضجات موجودون حولنا، لكن أحدهم لا يرتبط غالبا بالاخر، وددت لو اعرف لماذا؟ اما الانشغال بدراما الخاص عن الشأن العام، فالخاص والعام شديدى الارتباط، ولو وجد بيننا الكثير من الرجال الرجال ومن النساء النساء، سيكون لدينا حكام حكام
تحياتي الفوق عادية لتعليق عبقري